loly angel المدير العام للمنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 525 تاريخ التسجيل : 21/09/2010 العمر : 36 الموقع : دمـــــشق العمل : التصوير والمونتاج ((كاتبة المستقبل))
| موضوع: عبرة من الحياة 20/6/2011, 2:12 am | |
|
عبرة من الحياة 000 وسط كل تلك الضوضاء عاش أب وابنه في غرفة صغيرة تحيط بزواياها الكئيبة الفوضى, ومعالم الاستهتار والفقر واضحة عليها ... كان الأب يحاول أن يكون مثالا يحتذى به أمام ولده ليمشي رافعا رأسه وسط الحشود فلا يعايرونه من بعيد ولا يرصفونه ليدوسوا عليه.... باشر الأب البحث عن عمل يساعده في إعالة ابنه وإحضار لوازم مدرسته 000 كان الأب في عقده الخامس وابنه لازال في ريعان شبابه , أخذ الأب يعمل في النهار مزارعا وفي الليل ناطورا عند الحدائق, بقي على هذا الحال أربعة أعوام وهو يحتمل القهر والذّل حتّى جاءه يوما كان في عمله الليلي يحرس حديقة تبعد أربعة أميال عن منزله وإذا بشاب يناديه من بعيد , يا عمّاه : أستميحك عذرا أن تأتي إلي إنني عاجز لا أستطيع الحراك , فذهب العم إليه وسأله: خيرا يا بني هل من مشكلة؟؟!! فقال الشاب: يا عمّاه أشعر أنّ المنيّة أصبحت منّي قريبة ولم أفعل يوما ما يفخر به ذويّ , خرجت من داري مسرعا دون أن ألتفت إلى غضب أبي وبكاء أمي... أخذت حقيبتي وخرجت مسرعا تاركا ورائي ألما كبير.... فسأله العم: وما تراني فاعلا لأخفف ألمك يا بني فولدي ينتظرني وهو الآن بأمسّ الحاجة إلي ... قال الشاب: خذ حقيبتي وما بداخلها يا عمّاه واقتسمها وابنك بالإنصاف علّي أريح قلبي بخير أفعله وأنا على طريق الرحيل الذي لا سبيل للرجوع منه000 فقال العم: أآخذك إلى بيتي وأطلب لك الطبيب ؟؟!! قال الشاب: لا يا عماه لست بحاجة إلى طبيب فقط خذ حقيبتي وأرح قلبي من هذا االعذاب000 فسأله العم : وما بداخل هذه الحقيبة ؟؟ أهو طعام؟؟!! قال الشاب: لا في حقيبتي هذه مال وسلاسل من ماس ومن مرجان ورثتها عن جدي , فقال العم: وما تراني فاعلا بهذا المال!! قال الشاب: خذها لابنك وأرح نفسك من هذا الشّقاء واعتبرها هبة من ربّ العباد وأنا اذكرني وابنك بالخير طالما في قلبك نبض وفي جسدك حياء ... ثم مات الشاب وكأن القدر أرسله إلى هذا العجوز المقدام , فالتفت مندهشا يسأل نفسه ؟؟!! ماذا أفعل أأترك الشاب ميتا على المقعد وسط هذا الازدحام !! أم أدفنه لتنعم روحه بالسّلام؟؟ والتفت مرّة أخرى موقنا أن عليه دفنه, فتفاجأ وصرخ قائلا: يا لطيف ... يا محيي العظام وهي رميم.... أين هو الشاب أنا واثق أنه مات !!! فأخذ يسأل كل من في الحديقة ... ألم تروا ذاك الشاب ؟؟ كنت أكلمه منذ قليل, ثمّ مات على ذاك الكرسي ...!!؟؟ كل من كان يسأله كان يجيب ما بالك يا عمّاه كنت جالسا وحدك هناك تتكلم مع حقيبتك هذه ولم نر معك أي شاب....!! فارتعد العم خائفا وفتح الحقيبة موقنا أن الشاب غير موجود إلى جانبه ونظر إلى الحقيبة محاولا أن يكذّب نفسه فوجد فيها المال وسلاسل الماس والمرجان حتّى انهار العجوز ولم يعرف ماذا يفعل أيرمي الحقيبة أم يأخذها ويرحل فتذكر وصية الشاب ثم رحل مسرعا إلى ولده ليقصّ عليه ما حصل فوجد ابنه راقدا في الفراش يقول : يا أبت ... رأيت في نومي رجلا أرسل لنا مع طائر أمانة في حقيبة كبيرة وأعطاها لك وأوصاني عندما تعطنيها أن أحافظ عليها فهل هذا صحيح ؟؟!! فنظر العجوز إلى ابنه وقال باكيا :!! نعم يا بني , صدقت .. _فرّج الله همّنا_ فاحمده واشكر فضله واحفظ أمانتك حتى آخر يوم لك في الدنيا ثم مات العم على حجر ابنه... قام الابن وقبّل جبين والده ثم دفنه لتنعم روحه بالسلام وعمل بما أوصي به ولم يأخذ منها سوى حاجته الملحّة وعندما أصبح عجوزا كان قد أوصى أولاده نفس الوصيّة000
خلود زهير سالم
| |
|
lost عضو ذهبي
عدد المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 14/10/2010
| موضوع: رد: عبرة من الحياة 24/6/2011, 7:21 pm | |
| قصة رائعة جدا
سبحان الله الرزاق الوهاب
تحياتي لكِ يا كريــــــــــــمة
| |
|
loly angel المدير العام للمنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 525 تاريخ التسجيل : 21/09/2010 العمر : 36 الموقع : دمـــــشق العمل : التصوير والمونتاج ((كاتبة المستقبل))
| موضوع: رد: عبرة من الحياة 24/6/2011, 9:29 pm | |
| شرفت اخي الكريم
ربي يجعلنا من المرزوقين
بشكرك لتواصلك المستمر
| |
|